معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٞ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنۡ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ غَيۡرَ ٱلَّذِي تَقُولُۖ وَٱللَّهُ يَكۡتُبُ مَا يُبَيِّتُونَۖ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا} (81)

وقوله : { طَاعَةٌ }

الرفع على قولك : مِنا طاعة ، أو أمرُك طاعة . وكذلك { قُل لاَ تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ } معناه - والله أعلم - : قولوا : سمع وطاعةٌ . وكذلك التي في سورة محمد صلى الله عليه وسلم { فأَولى لهم طاعةٌ وقولٌ معروف } ليست بمرتفعة ب ( لهم ) . هي مرتفعة على الوجه الذي ذكرت لك . وذلك أنهم أنزل عليهم الأمر بالقتال فقالوا : سمع وطاعة ، فإذا فارقوا محمدّا صلى الله عليه وسلم غيّروا قولهم . فقال الله تبارك وتعالى { فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم } وقد يقول بعض النحويين : وذكِر فيها القتال ، وذكِرت ( طاعة ) وليست فيها واو فيجوزَ هذا الوجه . ولو رددت الطاعة وجعلت كأنها تفسير للقتال جاز رفعها ونصبها ؛ أما النصب فعلى : ذكر فيها القتال بالطاعة أو على الطاعة . والرفع على : ذكر فيها القتال ذكِر فيها طاعة .

وقوله : { بَيَّتَ طَائفَةٌ } القراءة أن تنصب التاء ، لأنها على جهة فَعَل . وفي قراءة عبد الله : " بيّتَ مُبيّت منهم " غير الذي تقول . معناه : غَيّروا ما قالوا وخالفوا . وقد جزمها حمزة وقرأها بيَّتْ طائفة . جزمها لكثرة الحركات ، فلما سكنت التاء اندغمت في الطاء .