وقوله تعالى : { ويقولون طاعة } قيل : إن المنافقين قد أظهروا التصديق لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم فإذا دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله أمرك طاعة فمرنا بما شئت نفعله ، وإذا أمرهم بأمر ، ونهاهم عنه ، خالفوا أمره ، وغيروا ما أمرهم{[6042]} ، ونهاهم ، فأنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم ( قوله ){[6043]} : { من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى } إلى قوله : { بين طائفة منهم غير الذي تقول } ( النساء : 80و81 ) .
وقوله تعالى : { بيت طائفة منهم غير الذي تقول }قوله : { بيت طائفة منهم }قيل : غيروا{[6044]} ما أمرهم به : وقيل : { بين طائفة منهم } أي قدروا بالليل القول ، ( وألفوا ، وكل كلام ، هو ){[6045]} مقدر بالليل مؤلف فيه يقال : مبيت{[6046]} ؛ ومعناه : والله أعلم ( أنهم غيروا قول ) {[6047]}رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا ، والله أعلم ، معنى قوله : { بيت طائفة منهم غير الذي تقول } وإلا ظاهر هذا ليس على ما قاله أهل التفسير ، وبالله التوفيق .
وقوله تعالى : { والله يكتب ما يبيتون } أي الله تعالى يأمر بإثبات ما يبيتون من القول الكذب والمغير من القول ليلزمهم الحجة لأنهم كانوا يسرون ذلك ، ويضمرونه ، لا يظهرونه{[6048]} إظهارا ، ليجزيهم جزاء ذلك .
وقوله تعالى : { فأعرض عنهم } يحتمل{ فأعرض عنهم } /104-ب/ ولا تكافئهم على هذا . ويحتمل { فأعرض عنهم } ولا تتكلف إظهار سرهم ، ولا تطع عليه . إنما ذلك إلي لأطلعك {[6049]} على ما يسرون ليعلموا أنك إنما عرفت ذلك بالله . ففيه دلالة إثبات الرسالة { وتوكل على الله } وثق بالله ، ولا تخفهم ، فإن الله تعالى يدفع عنك شرهم وكيدهم .
ويحتمل { وتوكل على الله } في جزائهم فإن الله هو يتولى جزاء تكذيبهم إياك ، والله أعلم .
( وقوله تعالى ){[6050]} : { وكفى بالله وكيلا }في ما ذكرناه أي{ وكفى } به مانعا ، فلا أحد أمنع منه . وقيل : { وكفى بالله شهيدا } ( النساء : 79 ) بما يبيتون وحافظا . وقال بعضهم : لا يكون التبييت إلا بالليل يؤلفون الشيء ، ويقدرونه بالليل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.