بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٞ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنۡ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ غَيۡرَ ٱلَّذِي تَقُولُۖ وَٱللَّهُ يَكۡتُبُ مَا يُبَيِّتُونَۖ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا} (81)

ثم أخبر عن أمر المنافقين فقال : { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ } أي يقولون بحضرتك : قولك طاعة . وأمرك معروف ، فمرنا بما شئت فنحن لأمرك نتبع { فَإِذَا بَرَزُواْ } أي خرجوا { مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ } أي ألغت ويقال غيرت { طَائِفَةٌ مّنْهُمْ غَيْرَ الذي تَقُولُ } وقال الزجاج : لكل أمر قضي بليل قد بيت ، قرأ أبو عمرو وحمزة { بَيَّتَ طَائِفَةٌ } بالإدغام لقرب مخرج التاء من الطاء ، وقرأ الباقون بالإظهار لأنهما كلمتان . ثم قال تعالى : { والله يَكْتُبُ مَا يُبَيّتُونَ } يعني : يحفظ عليهم ما يغيرون . وقال الزجاج : { والله يَكْتُبُ } له وجهان ، يجوز أن يكون ينزله إليك في كتابه ، وجائز أن يكون : يحفظ ما جاؤوا به . ثم قال تعالى : { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } أي اتركهم { وَتَوَكَّلْ عَلَى الله وكفى بالله وَكِيلاً } أي شهيداً . ويقال : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الله } أي ثق بالله { وكفى بالله وَكِيلاً } أي شهيداً . أو يقال : وتوكل على الله ثقة لك . ثم نسخ بقوله تعالى : { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المصير } [ التوبة : 73 ] .