فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٞ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنۡ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ غَيۡرَ ٱلَّذِي تَقُولُۖ وَٱللَّهُ يَكۡتُبُ مَا يُبَيِّتُونَۖ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا} (81)

{ ويقولون } أمرنا أو شأننا { طاعة } أو نطيع طاعة ، وهذه في المنافقين في قول أكثر المفسرين أي يقولون إذا كانوا عند طاعة أي آمنا بك وصدقناك { فإذا برزوا } أي خرجوا { من عندك بيت } أي زور { طائفة منهم } أي من هؤلاء القائلين وهم رؤساؤهم ، ومن للتبعيض والتبييت يقال بيت الرجل الأمر إذا دبره ليلا ومنه قوله تعالى { إذا بيتوا ما لا يرضى من القول } .

{ غير الذي تقول } لهم أنت وتأمرهم به أو غير الذي تقول لك هي من الطاعة لك وقيل معناه غيروا وبدلوا وحرفوا قولك فيما عهدت إليهم { والله يكتب } أي يثبت في صحائف أعمالهم { ما يبيتون } أي ما يزورون ويغيرون ويقدرون ، قال ابن عباس : ما يسرون من النفاق ليجازيهم عليه ويحفظه عليهم ، وقال الزجاج : المعنى ينزله عليك في الكتاب .

{ فأعرض عليهم } أي دعهم وشأنهم حتى يمكن الانتقام منهم وقيل معناه لا تخبر بأسمائهم وقيل لا تعاقبهم ، وقيل لا تغتر بإسلامهم ، { وتوكل على الله } أي ثق به وفوض أمرك إليه في شأنهم { وكفى بالله وكيلا } ناصرا لك عليهم ، أمره بالتوكل عليه والثقة به في النصر على عدوه ، قيل وهذا منسوخ بآية السيف .