تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٞ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنۡ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ غَيۡرَ ٱلَّذِي تَقُولُۖ وَٱللَّهُ يَكۡتُبُ مَا يُبَيِّتُونَۖ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا} (81)

{ ويقولون طاعة } يعني به المنافقين ، يقولون ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال محمد : وارتفعت { طاعة } بمعنى أمرنا طاعة { فإذا برزوا } خرجوا { من عندك بيت طائفة منهم } قال قتادة : يعني غيرت طائفة منهم{[272]} { غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون } أي يغيرون . قال محمد : قيل : المعنى قالوا وقدروا ليلا غير [ ما أتوك ] نهارا ، والعرب تقول لكل ما فكر فيه ، أو خيض بليل : قد بيت ، ومن هذا قول الشاعر :

أتوني فلم أرض ما بيتوا *** وكانوا أتوني لأمر نكر{[273]}

قوله : { فأعرض عنهم } لا تقتلهم ، ولا تحكم عليهم أحكام المشركين ما كانوا إذا لقوك أعطوك الطاعة ، ولم يظهروا الشرك { وتوكل على الله } فإنه سيكفيكهم { وكفى بالله وكيلا } لمن توكل عليه .


[272]:أخرجه الطبري في تفسيره (4/181، ح 9986).
[273]:البيت للأسود بن يعفر. انظر: لسان العرب (6/4539) مادة: (نكر).