معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَيَٰقَوۡمِ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ يَوۡمَ ٱلتَّنَادِ} (32)

وقوله : { [ وَ ] يا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ } .

قرأها العوام على التنادِ بالتخفيف ، وأثبت الحسن وحده [ فيه ] الياء ، وهي من تنادى القومُ . [ حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال ] حدثنا الفراء قال : وحدثني حبان عن الأجلح عن الضحاك بن مزاحم أنه قال : تَنْزِلُ الملائكةُ من السموات ، فتحيط بأقطار الأرض ، ويُجَاء بجهنم ، فإذا رأوها هالتهم ، فندّوا في الأرض كما تند الإبل ، فلا يتوجهون قُطْراً إلا رأوا ملائكة فيرجعون من حيث جاءوا ، وذلك قوله : { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ والإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تنفذوا من أقطار السماواتِ والأرضِ } وذلك قوله : { وجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ، وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } وذلك قوله : { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماء بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائكَةُ تَنْزِيلاً } . قال الأجلح ، وقرأها الضحاك : «التنادّ » مشددة الدال . قال حبان : وكذلك فسّرها الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس .

قال الفراء : ومن قرأها «التناد » [ خفيفة ] أراد يوم يدعو أهل الجنة أهل النار ، وأَهل النار أهل الجنة ، وأصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم .