السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَيَٰقَوۡمِ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ يَوۡمَ ٱلتَّنَادِ} (32)

ولما أشرق من آفاق هذا الوعظ شمس البعث ونور الحشر قال : { ويا قوم إني أخاف عليكم } وقوله : { يوم التناد } أجمع المفسرون أنه يوم البعث وفي تسميته بهذا الاسم وجوه ؛ أولها : أن أصحاب النار ينادون أصحاب الجنة وأصحاب الجنة ينادون أصحاب النار كما حكى الله تعالى عنهم ، ثانيها : قال الزجاج : هو قوله تعالى { يوم ندعو كل أناس بإمامهم } ( الإسراء : 71 ) ثالثها : ينادي بعض الظالمين بعضاً بالويل والثبور فيقولون يا ويلنا . رابعها : ينادون إلى المحشر . خامسها : ينادى المؤمن { هاؤم اقرءوا كتابيه } ( الحاقة : 19 ) والكافر { يا ليتني لم أوت كتابيه } ( الحاقة : 25 ) . سادسها : ينادى باللعنة على الظالمين . سابعها : يجاء بالموت على صورة كبش أملح ثم يذبح بين الجنة والنار ثم ينادى يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت . ثامنها : ينادى بالسعادة والشقاوة إلا إن فلان بن فلان سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً وفلان بن فلان شقى شقاوة لا يسعد بعدها أبداً وهذه الأمور كلها تجتمع في هذا اليوم فلا بد من تسميته بها كلها .