الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَيَٰقَوۡمِ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ يَوۡمَ ٱلتَّنَادِ} (32)

أخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه قال : إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت بأهلها ، فتكون الملائكة على حافتها حتى يأمرهم الرب ، فينزلون فيحيطون بالأرض ومن بها ، ثم الثانية ، ثم الثالثة ، ثم الرابعة ، ثم الخامسة ، ثم السادسة ، ثم السابعة . فصفوا صفاً دون صف ، ثم ينزل الملك الأعلى ليسري جهنم فإذا رآها أهل الأرض هربوا ، فلا يأتون قطراً من أقطار الأرض إلا وجدوا سبعة صفوف من الملائكة ، فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه . فذلك قوله { يوم التناد } يعني بتشديد الدال { يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم } وذلك قوله { وجاء ربك والملك صفاً صفاً وجيء يومئذ بجهنم } [ الفجر : 22-23 ] وقوله { يا معشر الجن والإِنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان } [ الرحمن : 33 ] وقوله { وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها } [ الحاقة : 17 ] يعني ما تشقق فيها . فبينما هم كذلك إذ سمعوا الصوت فأقبلوا إلى الحساب .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { يوم التناد } قال : ينادى كل قوم بأعمالهم . فينادي أهل النار أهل الجنة ، وأهل الجنة أهل النار { يوم تولون مدبرين } إلى النار { ما لكم من الله من عاصم } أي من ناصر .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه { ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد } قال : ينادي أهل الجنة أهل النار { أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً } [ الأعراف : 44 ] قال : وينادي أهل النار أهل الجنة { أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله } [ الأعراف : 50 ] .