غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَيَٰقَوۡمِ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ يَوۡمَ ٱلتَّنَادِ} (32)

23

وحين خوّفهم عذاب الدنيا خوّفهم عذاب الآخرة أيضاً فقال { ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد } أما اليوم فيمكن انتصابه على الظرفية كأنه أخبر عن خوفه في ذلك اليوم لما يلحقهم من العذاب ، والأولى أن يكون مفعولاً به أي أحذركم عذاب ذلك اليوم . وفي تسمية يوم القيامة يوم التناد وجوه منها : أن أهل الجنة ينادون أهل النار وبالعكس كما مر في سورة الأعراف . ومنها أنه من قوله { يوم ندعو كل أناس بإمامهم } [ الإسراء : 71 ] ومنها أن بعض الظالمين ينادي بعضاً بالويل والثبور قائلين يا ويلنا . ومنها أنهم ينادون إلى المحشر . ومنها أنه ينادي المؤمن هاؤم اقرؤا كتابيه والكافر يا ليتني لم أوت كتابيه . ومنها أنه يجاء بالموت على صورة كبش أملح ثم يذبح وينادي في أهل القيامة لا موت فيزداد أهل الجنة فرحاً على فرح ، وأهل النار حزناً على حزن . وقال أبو علي الفارسي : التناد مخفف من التنادّ مشدداً وأصله من ندّ إذا هرب نظيره

{ يوم يفر المرء من أخيه وأمه } [ عبس : 34 ] الخ . ويؤيده قراءة ابن عباس مشدداً وتفسيره بأنهم يندون كما تند الإبل .

/خ50