معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ} (128)

وقوله : { يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ }

يقول : قد أضللتم كثيرا .

وقوله : { وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الإِنْسِ رَبَّنا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ } فالاستمتاع من الإنس بالجنّ أن الرجل كان إذا فارق فاستوحش أو قتل صيدا من صيدهم فخاف قال : أعوذ بسيّد هذا الوادي ، فيبيت آمنا في نفسه . وأما استمتاع الجنّ بالإنس فما نالوا بهم من تعظيم الإنس إيّاهم ، فكان الجِنّ يقولون : سُدْنا الجنّ والإنس .