معاني القرآن للفراء - الفراء  
{ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖۖ مِّنَ ٱلضَّأۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَمِنَ ٱلۡمَعۡزِ ٱثۡنَيۡنِۗ قُلۡ ءَآلذَّكَرَيۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَيَيۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ عَلَيۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۖ نَبِّـُٔونِي بِعِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (143)

وقوله : { ثَمانِيَةَ أَزْوَاجٍ }

فإن شئت جعلت الثمانية مردودة على الحمولة . وإن شئت أضمرت لها فعلا . وقوله : { ثَمانِيَةَ أَزْوَاجٍ } الذكر زوج ، والأنثى زوج ، ولو رفعت اثنين واثنين لدخول ( مِن ) كان صوابا كما تقول : رأيت القوم منهم قاعد ومنهم قائم ، وقاعد وقائما .

والمعنى في قوله : { قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ } يقول : أجاءكم التحريم فيما حرمتم من السائبة والبَحِيرة والوَصِيلة والحام من الذكرين أم من الأنثيين ؟ فلو قالوا : من قِبل الذكر حرم عليهم كل ذكر ، ولو قالوا : من قبل الأنثى حرمت عليهم كل أنثى .

ثم قال : { أَما اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ } يقول أم حرّم عليكم اشتمال الرحم ؟ فلو قالوا ذلك لحرّم عليهم الذكر والأنثى ؛ لأن الرحم يشتمل على الذكر والأنثى . و ( ما ) في قوله : " أما اشْتَمَلَتْ " في موضع نصب ، نصبته بإتباعه الذكرين والأنثيين .