غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖۖ مِّنَ ٱلضَّأۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَمِنَ ٱلۡمَعۡزِ ٱثۡنَيۡنِۗ قُلۡ ءَآلذَّكَرَيۡنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلۡأُنثَيَيۡنِ أَمَّا ٱشۡتَمَلَتۡ عَلَيۡهِ أَرۡحَامُ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۖ نَبِّـُٔونِي بِعِلۡمٍ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (143)

141

وفي انتصاب { ثمانية أزواج } وجهان : قال الفراء : هو بدل من قوله : { حمولة وفرشاً } . وجوز غيره أن يكون مفعول { كلوا } والعرب تسمي الواحد فرداً إذا كان وحده فإذا كان معه غيره من جنسه سمي كل واحد منهما زوجاً وهما زوجان ، قال عز من قائل : { خلق الزوجين الذكر والأنثى } [ النجم : 45 ] وقال : { ثمانية أزواج } ثم فسرها بقوله : { من الضأن اثنين } أي زوجين اثنين { ومن المعز اثنين } وفي الآية الثانية : { ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين } قال الجوهري : الضائن خلاف الماعز والجمع يعني اسم الجمع الضأن والمعز مثل راكب وركب وسافر وسفر . وضأن أيضاً مثل حارس وحرس . وقال في الكشاف : إنه قرئ بفتح العين . والضأن ذوات الصوف من الغنم والمعز ذوات الشعر منها { قل ءآلذكرين حرم أم الأنثيين } نصب بقوله : { حرم } والاستفهام يعمل فيه ما بعده ولا يعمل فيه ما قبله . ويريد بالذكرين الذكر من الضأن وهو الكبش ، والذكر من المعز وهو التيس ، وبالأنثيين الأنثى من الضأن وهي النعجة ، والأنثى من المعز وهي العنز ، وذلك على طريق الجنسية والمشاكلة . ومعنى الاستفهام إنكار أن يحرم الله من جنسي الغنم ضأنها ومعزها شيئاً من نوعي ذكورها وإناثها ولا مما يشتمل عليه أرحام الأنثيين أي مما يحمل إناث الجنسين ، وكذلك الذكر من جنسي الإبل والبقر يعني الجمل والثور والأنثيان منهما الناقة والبقرة وما يحمل إناثهما وذلك أنهم كانوا يحرّمون ذكور الأنعام تارة وإناثها أخرى وأولادها كيفما كانت ذكوراً أو إناثاً ، أو من خلط تارة وكانوا يقولون : قد حرمها الله فقيل لهم : إنكم لا تقرون بنبوّة نبي ولا شريعة شارع فكيف تحكمون بأن هذا يحل وهذا يحرم ؟ وأكد ذلك بقوله : { نبؤني بعلم } أخبروني بأمر معلوم من جهة الله يدل على تحريم ما حرمتم { إن كنتم صادقين } في أن الله حرمه .

/خ150