الآية 143 وقوله تعالى : { ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل } إلى آخر ما ذكر ؛ أي أنشأ أيضا ثمانية أزواج على ما ذكر { أنشأ جنات معروشات وغير معروشات } [ الأنعام : 141 ] وأنشأ من الأنعام أيضا { حمولة } وأنشأ { ثمانية أزواج } مما أعد{[7854]} لنا .
ويحتمل أن يكون قوله تعالى : { ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين } إلى آخر ما ذكر هو تفسير قوله تعالى : { ومن الأنعام حمولة وفرشا } ويكون { ثمانية أزواج } التي ذكر في الآية بيان الحمولة والفرش التي ذكر في الآية الأولى .
ثم في قوله تعالى : { ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين } في الآية تعريف المحاجة مع الكفرة وتعليمها من الله تعالى ؛ لأنهم كانوا يحرمون أشياء على الإناث ، ويحللونها للذكور كقوله تعالى : { ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا } وإن تكن ميتة فهم فيها{[7855]} شركاء .
فقال الله عز وجل : { قل أالذكرين حرم أم الأنثيين } يعرفنا المحاجة معهم وطلب العلة التي بها حرم ، فقال : { قل أالذكرين حرم أم الأنثيين } فإن قالوا : حرم الذكر يجب{[7856]} أن كل ذكر يحرم . ثم من الذكور ما يحل ، فتناقضوا في قولهم . وإن قالوا : حرم الأنثى يوجب{[7857]} أن كل أنثى أيضا تكون محرمة . فإذا لم يحرم كل أنثى ظهر{[7858]} تناقضهم ؛ لأنه لا يجوز أن توجب حرمة شيء أو حكمه{[7859]} لمعنى ، ثم يرفع ذلك الحكم ، والمعنى موجود ؛ أي{[7860]} حرم ما { اشتملت عليه أرحام الأنثيين } فإن كان لهذا [ يجب فإن ]{[7861]} كل مشتمل عليه أرحام الأنثيين محرم . فإذا لم يحرم ذلك دل أن التحريم لم يكن لهذا .
وفيه دلالة أن الحكم إذا وجب لعلة فذلك الحكم واجب ما دامت العلة قائمة موجودة ، وفيه الأمر بالمقايسة .
وقوله تعالى : { نبئوني بعلم إن كنتم صادقين } أي ليس عندهم علم ، يعلمون ذلك ، وينبئونه .
ذكر ههنا { نبئوني بعلم إن كنتم صادقين } في مقالتكم : إنه حرم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.