معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (10)

وقوله : { فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ } .

يقال : كيف جزم ( وأكن ) ، وهي مردودة على فعل منصوب ؟

فالجواب في ذلك أن الفاء لو لم تكن في أصدق كانت مجزومة ، فلما رددت ( وأكنْ ) ، ردّت على تأويل الفعل لو لم تكن فيه الفاء ، ومَن أثبت الواو ردَّه على الفعل الظاهر فنصبه ، وهي في قراءة عبد الله ، «وأكونَ من الصالحين » .

وَقد يجوز نصبها في قراءتنا ، وإن لم تكن فيها الواو ؛ لأن العربَ قد تسقط الواو في بعض الهجاء ، كما أسقطوا الألف من سليمن وأشباهه ، ورأيت في بعض مصاحف عبد الله : فقولا : فقلا بغير واو .