ثم قال عز وجل : { وَأَنفِقُواْ مِمَّا رزقناكم } يعني : تصدقوا مما رزقناكم ، أي : مما رزقكم الله من الأموال . { مّن قَبْلِ أَن يَأْتِي أَحَدَكُمُ الموت فَيَقُولُ رَبّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ } يعني : يقول : يا سيدي ردني إلى الدنيا ، { فَأَصَّدَّقَ } يعني : فأتصدق ، ويقال : أصدق بالله . { وَأَكُن مّنَ الصالحين } يعني : أفعل كما فعل المؤمنون .
وروى الضحاك ، عن ابن عباس أنه قال : من كان له مال يجب فيه الزكاة فلم يزكه ، أو مال يبلغه بيت الله فلم يحج ، سأل عند الموت الرجعة قال : فقال رجل : اتق الله يا ابن عباس ، سألت الكفار الرجعة . قال : إني أقرأ عليك بهذا القرآن ، ثم قرأ { يا أيها الذين آمَنُواْ } إِلَى قَولِه : { فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مّنَ الصالحين } فقال رجل : يا ابن عباس ، وما يوجب الزكاة ؟ قال : مائتان فصاعداً . قال : فما يوجب الحج ؟ قال : الزاد والراحلة . قرأ أبو عمرو ، { فَأَصَّدَّقَ } بالواو وفتح النون ، والباقون { إِلَيْهِنَّ وَأَكُن } بحذف الواو بالجزم . فمن قرأ { أَكُونَ } لأن قوله : { فَأَصَّدَّقَ } جواب لولا أخبرتني بالفاء ، فأكون معطوفاً عليه . ومن قرأ { وَأَكُن } ، فإنه عطفه على موضع { فَأَصَّدَّقَ } ، لأنه على معنى إن أخرتني أصدق وأكن ، ولم يعطفه على اللفظ . قال أبو عبيدة : قرأت في مصحف عثمان هكذا بغير واو .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.