بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (10)

ثم قال عز وجل : { وَأَنفِقُواْ مِمَّا رزقناكم } يعني : تصدقوا مما رزقناكم ، أي : مما رزقكم الله من الأموال . { مّن قَبْلِ أَن يَأْتِي أَحَدَكُمُ الموت فَيَقُولُ رَبّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ } يعني : يقول : يا سيدي ردني إلى الدنيا ، { فَأَصَّدَّقَ } يعني : فأتصدق ، ويقال : أصدق بالله . { وَأَكُن مّنَ الصالحين } يعني : أفعل كما فعل المؤمنون .

وروى الضحاك ، عن ابن عباس أنه قال : من كان له مال يجب فيه الزكاة فلم يزكه ، أو مال يبلغه بيت الله فلم يحج ، سأل عند الموت الرجعة قال : فقال رجل : اتق الله يا ابن عباس ، سألت الكفار الرجعة . قال : إني أقرأ عليك بهذا القرآن ، ثم قرأ { يا أيها الذين آمَنُواْ } إِلَى قَولِه : { فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مّنَ الصالحين } فقال رجل : يا ابن عباس ، وما يوجب الزكاة ؟ قال : مائتان فصاعداً . قال : فما يوجب الحج ؟ قال : الزاد والراحلة . قرأ أبو عمرو ، { فَأَصَّدَّقَ } بالواو وفتح النون ، والباقون { إِلَيْهِنَّ وَأَكُن } بحذف الواو بالجزم . فمن قرأ { أَكُونَ } لأن قوله : { فَأَصَّدَّقَ } جواب لولا أخبرتني بالفاء ، فأكون معطوفاً عليه . ومن قرأ { وَأَكُن } ، فإنه عطفه على موضع { فَأَصَّدَّقَ } ، لأنه على معنى إن أخرتني أصدق وأكن ، ولم يعطفه على اللفظ . قال أبو عبيدة : قرأت في مصحف عثمان هكذا بغير واو .