جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذۡ يَمۡكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثۡبِتُوكَ أَوۡ يَقۡتُلُوكَ أَوۡ يُخۡرِجُوكَۚ وَيَمۡكُرُونَ وَيَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَيۡرُ ٱلۡمَٰكِرِينَ} (30)

{ وإذ يمكر }{[1839]} أي : واذكر هذا الزمان { بك الذين كفروا ليثبتوك } : ليقيدوك ويحبسوك { أو يقتلوك أو يخرجوك } : من مكة ، اجتمع قريش وشاور بعضهم بعضا في شأن محمد – صلى الله عليه وسلم - ، فقيل : قيدوه حتى يموت . وقيل أخرجوه فتستريحوا من أذاه ثم اتفقوا على رأي أبي جهل وهو : أن يؤخذ من كل بطن رجل ، يضربونه ضربة رجل واحد ، فلا يقوى بنو هاشم على طلب قوده من قريش ، وهذا بتصويب الشيطان فإنه بينهم في صورة شيخ جليل فأمر الله تعالى نبيه بالهجرة{[1840]} { و يمكرون ويمكر الله } : يعاملهم الله تعالى معاملة الماكرين { و الله خير الماكرين } إذ مكره أنفذ تأثيرا .


[1839]:ولما من على المسلمين أنهم ذو قلة فأعزهم وكثرهم، من على خاصة رسوله وحبيبه صلى الله عليه وسلم، وهذا في الحقيقة منة جليلة على أمته أعظم المنن فقال: "وإذ يمكر بك" الآية/12 وجيز.
[1840]:أخرجه ابن أبي حاتم، عن ابن عباس/12 أسباب النزول [أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (8994) من طريق محمد بن إسحاق عن ابن أبي ليلة عن مجاهد عن ابن عباس...فذكره].