قوله : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الذين كَفَرُواْ } الظرف معمول لفعل محذوف ، أي : واذكر يا محمد وقت مكر الكافرين بك ، أو معطوف على ما تقدّم من قوله { واذكروا } ذكر الله رسوله هذه النعمة العظمى التي أنعم بها عليه ، وهي نجاته من مكر الكافرين وكيدهم كما سيأتي بيانه { لِيُثْبِتُوكَ } أي : يثبتوك بالجراحات ، كما قال ثعلب وأبو حاتم ، وغيرهما ، وعنه قول الشاعر :
فقلت ويحكم ما في صحيفتكم *** قالوا الخليفة أمسى مثبتاً وجعا
وقيل : المعنى ليحبسوك ، يقال أثبته : إذا حبسه . وقيل : ليوثقوك ، ومنه : { فَشُدُّواْ الوثاق } . وقرأ الشعبي { ليبيتوك } من البيات . وقرئ «ليثبتوك » بالتشديد { أَوْ يُخْرِجُوكَ } معطوف على ما قبله ، أي يخرجوك من مكة التي هي بلدك وبلد أهلك . وجملة : { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله } مستأنفة . والمكر : التدبير في الأمر في خفية . والمعنى : أنهم يخفون ما يعدّونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم من المكايد ، فيجازيهم الله على ذلك ويردّ كيدهم في نحورهم . وسمى ما يقع منه تعالى مكراً مشاكلة ، كما في نظائره { والله خَيْرُ الماكرين } أي : المجازين لمكر الماكرين بمثل فعلهم ، فهو يعذبهم على مكرهم من حيث لا يشعرون ، فيكون ذلك أشدّ ضرراً عليهم وأعظم بلاء من مكرهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.