معاني القرآن للفراء - الفراء  
{أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تُتۡرَكُواْ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَلَمۡ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَلِيجَةٗۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (16)

وقوله : { أَمْ حَسِبْتُمْ }

من الاستفهام الذي يتوسّط في الكلام فيجعل ب ( أم ) ليفرق بينه وبين الاستفهام المبتدأ الذي لم يتّصل بكلام . ولو أريد به الابتداء لكان إما بالألف وإما ب ( هل ) كقوله : { هل أَتَى على الإنْسانِ حِينٌ من الدهر } وأشباهه .

وقوله : { وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً } والوليجة : البطانة من المشركين يتّخذونهم فيُفْشون إليهم أسرارهم ، ويعلمونهم أمورهم . فنهوا عن ذلك .