معاني القرآن للفراء - الفراء  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} (38)

وقوله : { ما لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ }

معناه والله أعلم : ( تثاقلتم ) فإذا وصلتها العرب بكلام أدغموا التاء في الثاء ؛ لأنها مناسبة لها ، ويحدثون ألِفا لم يكن ؛ ليبنوا الحرف على الإدغام في الابتداء والوصل . وكأن إحداثهم الألف ليقع بها الابتداء ، ولو حذفت لأظهروا التاء لأنها مبتدأة ، والمبتدأ لا يكون إلا متحركا . وكذلك قوله : { حتى إِذا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً } ، وقوله : { وَازّيّنَتْ } المعنى - والله أعلم - : تزينت ، و{ قَالُوا اطَّيّرْنا } معناه : تطيرنا . والعرب تقول : ( حتى إِذا اداركوا ) تجمع بين ساكنين : بين التاء من تداركوا وبين الألف من إذا . وبذلك كان يأخذ أبو عمرو بن العلاء ويردّ الوجه الأوّل ، وأنشدني الكسائي :

تُولِى الضجيع إذا ما استافها خَصِرا *** عَذْبَ المذاق إذا ما اتّابع القْبَل