بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} (38)

قوله تعالى :

{ الكافرين يا أيها الذين ءامَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفروا فِى سَبِيلِ الله } ، يعني : في الجهاد { اثاقلتم إِلَى الأرض } ، يعني : تثاقلتم ، فأدغم التاء في الثاء ، وأجلب الألف لتسكين ما بعد هذه ، يعني : قعدتم ولم تخرجوا ؛ وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالخروج إلى غزوة تبوك ، وكان في أيام الصيف ، حين اشتد الحر وطابت الثمار والظلال ، فكانوا يتثاقلون عن الخروج ؛ فعاتبهم الله فقال : { أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة } ، يقول : آثرتم واخترتم عمل الدنيا على عمل الآخرة . { فَمَا مَتَاعُ الحياة الدنيا } ، يعني : منفعة الدنيا { فِى الاخرة إِلاَّ قَلِيلٌ } ، يعني : بجنب منفعة الآخرة إلا ساعة ؛ ويقال : معناها ما يتمتع به في الدنيا قليل عندما يتمتع به أولياء الله تعالى في الجنة .