التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} (38)

قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة }

قال البخاري : حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا يحيى ، حدثنا سفيان قال : حدثني منصور ، عن مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح : ( لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا ) .

[ الصحيح 6/45 ح 2825 – ك الجهاد والسير ، ب وجوب النفير . . . ] ، وأيضا في [ 6/219 – ك الجهاد والسير ، ب لا هجرة بعد الفتح ] .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد : { ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض } أمروا بغزوة تبوك بعد الفتح ، وبعد الطائف ، وبعد حنين ، أمروا بالنفير في الصيف ، حين خرفت النخل ، وطابت الثمار ، واشتهوا الظلال ، وشق عليهم المخرج .

قوله تعالى : { فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل }

قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عبد الله بن إدريس . ح وحدثنا ابن نمير ، حدثنا أبي ومحمد بن بشر . ح وحدثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا موسى بن أعين . ح وحدثني محمد بن رافع ، حدثنا أبو أسامة ، كلهم عن إسماعيل ابن أبي خالد . ح وحدثني محمد بن حاتم " واللفظ له " ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا إسماعيل حدثنا قيس ، قال : سمعت مستوردا أخا بني فهر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه – وأشار يحيى بالسبابة – في اليم فلينظر بم ترجع ؟ ) .

[ الصحيح 4/2193 ح 2858 – ك الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، ب فناء الدنيا . . . ] .

قال مسلم : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، حدثنا سليمان ( يعني ابن بلال ) ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق داخلا من بعض العالية ، والناس كنفته ، فمر بجدي أسك ميت ، فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال : ( أيكم يحب أن هذا له بدرهم ؟ ) فقالوا : ما نحب أنه لنا بشي ، وما نصنع به ؟ قال : ( أتحبون أنه لكم ؟ ) قالوا : والله لو كان حيا ، كان عيبا فيه ، لأنه أسك ، فكيف وهو ميت ؟ فقال : ( فو الله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم ) .

[ الصحيح 4/2272 ح 2957 – ك الزهد والرقائق ] .

انظر حديث ابن ماجة عن ابن مسعود الآتي عند الآية ( 4 ) من سورة الضحى .