النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} (38)

قوله عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلتُمْ إِلَى الأَرْضِ } قال الحسن ومجاهد : دُعوا إلى غزوة تبوك فتثاقلوا فنزل ذلك فيهم .

وفي قوله : { اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ } ثلاثة{[1242]} أوجه :

أحدها : إلى الإقامة بأرضكم ووطنكم .

والثاني : إلى الأرض حين أخرجت الثمر والزرع . قال مجاهد : دعوا إلى ذلك أيام إدراك النخل ومحبة القعود في الظل .

الثالث{[1243]} : اطمأننتم إلى الدنيا ، فسماها أرضاً لأنها فيها ، وهذا قول الضحاك .

وقد بينه قوله تعالى : { أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخرة } يعني بمنافع الدنيا بدلاً من ثواب الآخرة .

والفرق بين الرضا والإرادة أن الرضا لما مضى ، والإرادة لما يأتي .

{ فَمَا مَتَاعُ الَْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخرة إِلاَّ قَلِيلٌ } لانقطاع هذا ودوام ذاك .


[1242]:في ق: وجهان أحدهما.
[1243]:سقط من ق.