الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنۡهَا مَن لَّا يُؤۡمِنُ بِهَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ فَتَرۡدَىٰ} (16)

قوله : { فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا } : { مَن لاَّ يُؤْمِنُ } هو المَنْهيٌّ صورةً ، والمرادُ غيرُه ، فهو من بابِ " لا أُرَيَنَّك هَهنا " . وقيل : إنَّ صَدَّ الكافر عن التصديقِ بها سببٌ للتكذيب ، فذكر السببَ ليدُلَّ على المسبَّب . والضميران في " عنها " و " بها " للساعة . وقيل : للصلاة . وقيل في " عنها " للصلاة ، وفي " بها " للساعة .

قوله : { فَتَرْدَى } يجوزُ فيه أَنْ ينتصبَ في جوابِ النهيِ بإضمارِ " أنْ " ، وأن يرتفعَ على خبرِ ابتداءٍ مضمرٍ تقديرُه : فأنت تَرْدَى . وقرأ يحيى " تِرْدَى " بكسر التاء . وقد تقدم أنها لغةٌ . والرَّدَى : الهلاك يقال : رَدِيَ يَرْدى رَدى .

قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة :

تنادَوْا فقالوا أَرْدَتِ الخيلُ فارساً *** فقلتُ أَعَبْدُ اللهِ ذلكُمُ الرَّدِي