محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنۡهَا مَن لَّا يُؤۡمِنُ بِهَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ فَتَرۡدَىٰ} (16)

وقوله تعالى :{ فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا } أي عن تصديق الساعة { مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } أي ما تهواه نفسه من الشهوات وترك النظر والاستدلال . { فَتَرْدَى } أي فتهلك .

قال الزمخشري : يعني أن من لا يؤمن بالآخرة هم الجم الغفير . إذ لا شيء أطم على الكفرة ، ولا هم أشد له نكيرا من البعث . فلا يهولنك وفور دهمائهم ، ولا عظم سوادهم . ولا تجعل الكثرة منزلة قدمك . واعلم أنهم ، وإن كثروا تلك الكثرة ، فقدوتهم فيما هم فيه هو الهوى واتباعه . لا البرهان وتدابره . وفي هذا حث عظيم على العمل بالدليل ، وزجر بليغ عن التقليد ، وإنذار بأن الهلاك والردى مع التقليد وأهله .