فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنۡهَا مَن لَّا يُؤۡمِنُ بِهَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ فَتَرۡدَىٰ} (16)

{ فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا } أي لا يصرفنك عن الإيمان بالساعة ، والتصديق بها ، أو عن ذكرها ومراقبتها { مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا } من الكفرة ، وهذا النهي وإن كان للكافر بحسب الظاهر ، فهو في الحقيقة نهي له صلى الله عليه وسلم عن الانصداد ، أو عن إظهار اللين للكافرين فهو من باب : لا أرينك ها هنا ، كما هو معروف . وقيل : الضمير في : { عنها } للصلاة وهو بعيد ، وقوله : { واتبع هَوَاهُ } معطوف على ما قبله ، أي من لا يؤمن ، ومن اتبع هواه أي هوى نفسه بالانهماك في اللذات الحسية الفانية { فتردى } أي فتهلك ؛ لأن انصدادك عنها بصدّ الكفارين لك مستلزم للهلاك ومستتبع له .

/خ16