قوله : { وَالطَّيْرُ } : قرأ العامَّةُ " والطيرُ " رفعاً . " صافاتٍ " نصباً : فالرفعُ عطفٌ على " مَنْ " والنصبُ على الحال . وقرأ الأعرج " والطيرَ " نصباً على المفعولِ معه و " صافَّاتٍ " حالٌ أيضاً . وقرأ الحسن وخارجة عن نافع " والطيرُ صافَّاتٌ " برفعِهما على الابتداءِ والخبر . ومفعولُ " صافَّاتٌ " محذوفٌ أي : أجنحَتَها .
قوله : { كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ } في هذه الضمائرِ أقوالٌ ، أحدُها : أنَّها كلَّها عائدةٌ على " كل " أي : كلٌّ قد عَلِمَ هو صلاةَ نفسِه وتسبيحَها . وهذا/ أَوْلَى لتوافُقِ الضمائر . والثاني : أنَّ الضميرَ في " عَلِمَ " عائدٌ على اللهِ تعالى ، وفي " صلاتَه وتسبيحَه " عائدٌ على " كل " . الثالث : بالعكس أي : عَلِمَ كلٌ صلاةَ الله وتسبيحَه أي : أَمَرَ بهما ، وبأن يُفْعَلا كإضافةِ الخَلْقِ إلى الخالق .
ورَجَّحَ أبو البقاء أن يكونَ الفاعلُ ضميرَ " كل " قال : " لأنَّ القراءة برفع " كلٌّ " على الابتداء ، فَيَرْجِعُ ضميرُ الفاعلِ إليه ، ولو كان فيه ضميرُ اسمِ اللهِ لكان الأوْلى نَصْبَ " كل " لأنَّ الفعلَ الذي بعدها قد نَصَبَ ما هو مِنْ سببِها ، فيَصيرُ كقولك : " زيداً ضربَ عمروٌ غلامَه " فتنصِبُ " زيداً " بفعلٍ دَلَّ عليه ما بعده ، وهو أقوى من الرفع ، والآخر جائز " . قلت : وليس كما ذكر مِنْ ترجيحِ النصب على الرفعِ في هذه الصورةِ ، ولا في هذه السورة ، بل نصَّ النحويون على أن مثلَ هذه الصورةِ يُرَجَّحُ رفعُها بالابتداء على نصبها على الاشتغال ؛ لأنه لم يكُنْ ثَمَّ قَرينةٌ من القرائنِ التي جعلوها مُرَجِّحةً للنصب ، والنصب يُحْوِجُ إلى إضمارٍ ، والرفعُ لا يُحْوج إليه ، فكانَ أرجحَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.