ثم قال تعالى ذكره{[48947]} : { ألم تر أن الله يسبح له{[48948]} من في السماوات والأرض والطير صافات }[ 40 ] ، أي ألم تر يا محمد بعين قلبك أن الله يصلي له من في السماوات والأرض من مَلك ، وإنس ، وجن ، والطير صافات أيضا في الهواء تسبح لله ، كل قد علم الله صلاته تسبيحه ، قال{[48949]} مجاهد : الصلاة للإنسان ، والتسبيح لما سوى ذلك من الخلق .
وقيل{[48950]} : المعنى كل قد علم صلاة الله . أي الصلاة التي{[48951]} فرض الله وتسبيح الله .
وقوله{[48952]} : { والله عليم / بما يفعلون }[ 40 ] ، يدل على قوة{[48953]} قول من قال : معناه : قد علم الله صلاته وتسبيحه . وإظهار اسم الله في { والله عليم }[ 40 ] ، يدل على قوة كون الضمير في الموضعين لغير الله ، إذ لو كان لله لم يظهر الاسم ، لتقدم ذكره في قوله تعالى : { أن الله يسبح }[ 40 ] ، وكان يلزم{[48954]} أن يكون " وهو عليم " . و{[48955]} إنما يجوز في هذا لأن المعنى لا يشكل ، فلا يظن فيه أن الثاني غير الأول ، وهو مثل :
" لا{[48956]} أرى الموت يسبق الموت{[48957]} شيء{[48958]} " .
وقيل{[48959]} : معنى{[48960]} التسبيح من الخلق كلهم ، في هذا هو أن ما في الخلق من الدلالة على قدرة الله ، تنزيه له من كل سوء{[48961]} ، ومن أن يعبد غيره ، وليس هو تسبيح على الحقيقة ، إذ لو كانت الطير تسبح{[48962]} على الحقيقة لكانت مكلفة بالطاعة ، ولكانت{[48963]} بمنزلة{[48964]} العقلاء{[48965]} من الناس المكلفين ، فهو مجاز{[48966]} في{[48967]} ما لا يعقل . والقول الأول عليه أكثر الناس . ومعنى { عليم بما يفعلون }[ 40 ] ، أي هو ذو علم بما يفعل كل مصل ومسبح منهم ، لا يخفى عليه شيء .
وتقف{[48968]} على { تسبيحه }[ 40 ] ، إذا جعلت الضمير يعود على المصلي والمسبح ، ثم تبتدئ { والله عليم بما يفعلون }[ 40 ] ، وإن جعلت الضمير يعود على الله أو جعلت{[48969]} الضمير في علم الله ، لم تقف إلا على { يفعلون } لأن الاسم قد ظهر وهو أفخم{[48970]} عند سيبويه من إضماره في مثل هذا المعنى لا يشكل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.