بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلطَّيۡرُ صَـٰٓفَّـٰتٖۖ كُلّٞ قَدۡ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسۡبِيحَهُۥۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (41)

قوله عز وجل : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يُسَبّحُ لَهُ } يعني : يصلي له ويذكر له . ويقال : يخضع له . { مَن فِى *** السموات والأرض } أي من في السموات من الملائكة ، ومن في الأرض من الخلق . { والطير صافات } يعني : مفتوحة الأجنحة . وأصل الصّفّ هو البسط ، ولهذا يُسمى اللحم القديد صفيفاً لأنه يبسط { كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ والله عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } يعني : كل واحد من المسبحين يعلم كيف يصلي ، وكيف يسبح ، يعني : والله يعلم عمل كل عامل ، فيجازيهم بأعمالهم ، إلا أنه لا يعجل بعقوبة المذنبين والكافرين ، لأنه قادر عليهم .