مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلطَّيۡرُ صَـٰٓفَّـٰتٖۖ كُلّٞ قَدۡ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسۡبِيحَهُۥۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (41)

{ أَلَمْ تَرَ } ألم تعلم يا محمد علماً يقوم مقام العيان في الإيقان { أَنَّ الله يُسَبّحُ لَهُ مَن فِى السماوات والأرض والطير } عطف على { من } { صافات } حال من { الطير } أي يصففن أجنحتهن في الهواء { كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ } الضمير في { علم } ل { كل } أو لله ، وكذا في صلاته وتسبيحه . والصلاة الدعاء ولم يبعد أن يلهم الله الطير دعاءه وتسبيحه كما ألهمها سائر العلوم الدقيقة التي لايكاد العقلاء يتهتدون إليها { والله عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } لا يعزب عن علمه شيء