الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلطَّيۡرُ صَـٰٓفَّـٰتٖۖ كُلّٞ قَدۡ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسۡبِيحَهُۥۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (41)

وقوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يُسَبّحُ لَهُ مَن فِي السماوات والأرض } [ النور : 41 ] .

الرؤية هنا قلبية ، والتسبيح : التنزيه والتعظيم ، والآية عامَّةٌ عند المفسرين لكُلِّ شيء من العقلاء والجمادات .

وقوله تعالى : { كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ } قال الزَّجَّاجُ وغيره المعنى : كُلٌّ قد علم اللّهُ صَلاَتَهُ وتسْبِيحَهُ ، وقال الحسن : المعنى : كُلٌّ قد علم صلاة نفسه وتسبيح نفسه ، وقالت فرقة : المعنى : كل قد علم صلاةَ اللّهِ وتسبيحَ اللّهِ اللَّذَيْنِ أمر بهما وهدى إليهما ، فهذه إضافة خَلْقٍ إلى خالقٍ ، وباقي الآية وعيد .