تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلطَّيۡرُ صَـٰٓفَّـٰتٖۖ كُلّٞ قَدۡ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسۡبِيحَهُۥۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (41)

صافات : باسطة أجنحتها في الهواء .

المصير : المرجع .

ألم تعلم أيها النبي أن جميع من في هذا الكون يسبِّح بحمد الله تعالى ، وأن تسبيحَ كل صنف يختلف باختلاف صفاته وخصائصه ، وكلٌّ يسبّح بدلالة وجوده وصورته وأحكامه على وجود المصوّر الحكيم ، فالعاقل يسبّح بلسان المقال ، وغيره يسبّح بلسان الحال ، والطير صافات باسطةً أجنحتها في الفضاء تسبّح الله وتحمدُه بلغاتٍ لا نعلمها .

واعلم أن هذا الوجودَ كلَّه حيّ ، ولا معنى للوجود بغير حياة ، وأن الحياة على مقدار إشراق الأنوار العلوية على المخلوقات ، فللإنسان وللحيوان وللنبات حياة ، أي أن هناك نوعاً من الشعور . وهكذا الجماد له نوع من الشعور لا ندركه . وكل هذه المخلوقات تسبح بحمده تعالى .