غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلطَّيۡرُ صَـٰٓفَّـٰتٖۖ كُلّٞ قَدۡ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسۡبِيحَهُۥۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِمَا يَفۡعَلُونَ} (41)

ولما وصف أنوار المؤمنين وظلمات الكافرين صرح بدلائل التوحيد فقال مستفهماً على سبيل التقرير { ألم تر أن الله يسبح له } وقد مر مثله في سورة " سبحان " . والخطاب لكل من له أهلية النظر أو للرسول وقد علمه من جهة الاستدلال . ومعنى { صافات } أنهن يصففن أجنحتهن في الهواء والضمير في علم لكل أو لله عز وجل . وعلى الأول فالضمير في { صلاته وتسبيحه } إما لكل أو لله . والمعنى كل مسبح قد علم صلاته التي تليق بحاله أو صلاة الله التي كلفه إياها ، وعلى الثاني فالضمير فيهما لكل والصلاة بمعنى الدعاء ولا يبعد أن يلهم الله الطير دعاءه وتسبيحه كما ألهما سائر العلوم الدقيقة التي لا يكاد العقلاء يهتدون إليها ، والاستقصاء في حكاياتهن مذكور في خواص الحيوانات ولاسيما في كتاب عجائب المخلوقات .

/خ50