قوله : { تَحْسَبُهَا جَامِدَةً } : هذه الجملةُ حاليةٌ مِنْ فاعلِ " تَرَى " ، أو مِنْ مفعولهِ ؛ لأنَّ الرؤيةَ بَصَريةٌ .
قوله : { وَهِيَ تَمُرُّ } الجملةُ حاليةٌ أيضاً . وهكذا الأجرامُ العظيمةٌ تراها واقفةً وهي مارَّة . قال النابغةُ الجعديُّ يصف جيشاً كثيفاً :بأَرْعَنَ مثلِ الطَّوْدِ تَحْسَبُ أنَّهم *** وُقوفٌ لِحاجٍ والرِّكابُ تُهَمْلِجُ
و " مرَّ السَّحابِ " مصدرٌ تشبيهيٌّ .
قوله : { صُنْعَ اللَّهِ } مصدرٌ مؤكِّدٌ لمضمونِ الجملةِ السابقةِ . عاملُه مضمرٌ . أي : صَنَعَ اللهُ ذلك صُنْعاً ، ثم أُضِيف بعد حَذْفِ عامِله . وجعلَه الزمخشريُّ مؤكِّداً للعاملِ في { يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ } [ النمل : 87 ] وقَدَّره " ويومَ يُنْفَخُ " وكان كيتَ وكيتَ أثابَ اللهُ المحسنين ، وعاقَبَ المسيئين ، في كلامٍ طويلٍ حَوْماً على مذهبه . وقيل : منصوبٌ على الإِغراء أي : انظروا صُنْعَ اللهِ وعليكم به .
والإِتْقانُ : الإِتيانُ بالشيءِ على أكملِ حالاتِه . وهو مِنْ قولِهم " تَقَّن أَرْضَه " إذا ساقَ إليها الماءَ الخاثِرَ بالطينِ لتَصْلُحَ لِلزراعة . وأرضٌ تَقْنَةٌ . والتَّقْنُ : فِعْلُ ذلك بها ، والتَّقْنُ أيضاً : ما رُمِيَ به في الغدير من ذلك أو الأرض .
قوله : { بِمَا تَفْعَلُونَ } قرأ ابنُ كثير وأبو عمرٍو وهشام بالغَيْبة جرْياً على قولِه : " وكلٌّ أَتَوْهُ " . والباقون بالخطاب جَرْياً على قولِه : " وتَرى " لأنَّ المرادَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأمَّتُه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.