الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَا تَهِنُواْ فِي ٱبۡتِغَآءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُواْ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ يَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} (104)

قوله تعالى : { وَلاَ تَهِنُواْ } : الجمهورُ على كسر الهاء ، والحسن فتحها من " وَهِن " بالكسر في الماضي ، أو من وَهَن بالفتح ، وإنما فُتِحت العين لكونِها حلقيةً فهو نحو : يَدَع . وقرأ عبيد بن عمير : " تُهانوا " من الإِهانة مبنياً للمفعولِ ومعناه : لا تَتَعاطَوا من الجبنِ والخَورَ ما يكون سبباً إهانتِكم كقولهم : " لا أُرَيَنَّك ههنا " والأعرج : " أن تكونوا " بالفتح على العلة . وقرأ يحيى بن وثاب ومنصور بن المعتمر " تِئْلمون فإنهم يِئْلمون كما تِئْلمون " بكسر حرف المضارعة ، وابن السَّمَيْفَع بكسر تاء الخطاب فقط وهذه لغة ثابتة ، وكنت قد قَدَّمْتُ في الفاتحة أنًَّ مَنْ يكسِرُ حرفَ المضارعة يستثنى التاء ، وذكرت شذوذ " تِيجل " ووجهَه ، فعليك بالالتفات إليه ، وزاد أبو البقاء في قراءةِ كسر حرف المضارعة قَلْبَ الهمزةِ ياء ، وغيرُه أطلق ذلك .