{ وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ } بإعلامك ما هم عليه بالوحي وتنبيهِك على الحق ، وقيل : بالنبوة والعِصمة { لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ منهُمْ } أي من بني ظفَر وهم الذابّون عن طُعمةَ ، وقد جُوِّز أن يكون المرادُ بالطائفة كلَّهم ، ويكونُ الضميرُ راجعاً إلى الناس وقيل : هم وفدُ بني ثقيفٍ قدِموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : جئناك لنبايعَك على أن لا تكسِرَ أصنامَنا ولا تعشِّرَنا فردّهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم { أَن يُضِلُّوكَ } أي بأن يضلوك عن القضاء بالحق مع علمهم بكُنه الأمرِ ، والجملةُ جوابُ لولا وإنما نفى همَّهم مع أن المنفيَّ إنما هو تأثيرُه فقط إيذاناً بانتفاء تأثيرِه بالكلية ، وقيل : المرادُ هم الهمُّ المؤثّر ، ولا ريب في انتفائه حقيقةً ، وقيل : الجوابُ محذوفٌ أي لأضلوك ، وقوله تعالى : { لَهَمَّتْ } جملةٌ مستأنفةٌ أي لقد همت طائفة الخ { وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنفُسَهُمْ } لاقتصار وبالِ مكرِهم عليهم من غير أن يُصيبَك منه شيءٌ والجملةُ اعتراضٌ ، وقوله تعالى : { وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيء } عطفٌ عليه ومحلُّ الجارِّ والمجرور النصبُ على المصدرية أي وما يضرونك شيئاً من الضرر لما أنه تعالى عاصمُك ، وأما ما خطرَ ببالك فكان عملاً منك بظاهر الحالِ ثقةً بأقوال القائلين من غير أن يخطُر ببالك أن الحقيقةَ على خلاف ذلك { وَأَنزَلَ الله عَلَيْكَ الكتاب والحكمة } أي القرآنَ الجامعَ بين العنوانين ، وقيل : المرادُ بالحكمة السنة { وَعَلَّمَكَ } بالوحي من خفيّات الأمورِ التي من جملتها وجوهُ إبطالِ كيدِ المنافقين ، أو من أمور الدين وأحكامِ الشرع { مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ } ذلك إلى وقت التعليم { وَكَانَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ عَظِيماً } إذ لا فضلَ أعظمُ من النبوة العامةِ والرياسة التامّة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.