قوله : { وَلاَ السَّيِّئَةُ } : في " لا " هذه وجهان ، أحدهما ، أنها زائدةٌ للتوكيدِ ، كقوله : { وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ } [ فاطر : 21 ] وكقوله : { وَلاَ الْمُسِيءُ }
[ غافر : 58 ] ؛ لأنَّ " استوى " لا يكتفي بواحدٍ . والثاني : أنها مؤسِّسَةٌ غيرُ مؤكِّدةٍ ، إذ المرادُ بالحسنةِ والسَّيئةِ الجنسُ أي : لا تَسْتوي الحسناتُ في أنفسِها ، فإنها متفاوتةٌ ولا تستوي السيئاتُ أيضاً فرُبَّ واحدةٍ أعظمُ مِنْ أخرى ، وهو مأخوذٌ من كلامِ الزمخشري . وقال الشيخُ : " فإنْ أَخَذْتَ الحسنةَ والسيئةَ جنساً لم تكنْ زيادتُها كزيادتِها في الوجهِ الذي قبلَ هذا " . قلت : فقد جَعَلها في المعنى الثاني زائدةً . وفيه نظرٌ لِما تَقَدَّم .
قوله : " كأنَّه وليٌّ " في هذه الجملةِ التشبيهيةِ وجهان ، أحدُهما : أنَّها في محلِّ نصبٍ على الحال ، والموصولُ مبتدأٌ ، و " إذا " التي للمفاجأةِ خبرُه . والعاملُ في هذا الظرفِ من الاستقرارِ هو العاملُ في هذه الحالِ ، ومَحَطُّ الفائدةِ في هذا الكلامِ هي الحالُ ، والتقدير : فبالحضرة المُعادي مُشْبِهاً القريبَ الشَّفوقَ . والثاني : أن الموصولَ مبتدأٌ أيضاً ، والجملةُ بعده خبرُه ، و " إذا " معمولةٌ لمعنى التشبيه ، والظرفُ يتقدَّمُ على عامِله المعنويِّ . هذا إن قيل : إنها ظرفٌ ، وإن قيل : إنها حرف فلا عاملَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.