النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَا تَسۡتَوِي ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ} (34)

قوله عز وجل : { ولا تستوي الحسنةُ ولا السيئةُ } فيه ستة تأويلات :

أحدها : أن الحسنة المداراة ، والسيئة الغلظة ، حكاه ابن عيسى .

الثاني : الحسنة الصبر والسيئة النفور .

الثالث : الحسنة الإيمان ، والسيئة الشرك ، قاله ابن عباس .

الرابع : الحسنة العفو والسيئة الانتصار ، حكاه ابن عمير .

الخامس : الحسنة الحلم والسيئة الفحش ، قاله الضحاك .

السادس : الحسنة حب آل رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيئة بغضهم ، قاله{[2447]} علي كرم الله وجهه .

{ ادفع بالتي هي أحسنُ } فيه وجهان :

أحدهما : ادفع بحلمك جهل من يجهل ، قاله ابن عباس .

الثاني : ادفع بالسلامة إساءة المسيء ، قاله عطاء .

ويحتمل ثالثاً : ادفع بالتغافل إساءة المذنب . والذنب من الأدنى ، والإساءة من الأعلى .

{ فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه ولي حميمٌ } قاله عكرمة : الولي الصديق ، والحميم القريب .

وقيل هذه الآية نزلت في أبي جهل بن هشام كان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمره بالصبر عليه والصفح عنه{[2448]} .


[2447]:في ك قاله عكرمة وهو خطأ.
[2448]:وقال مقاتل نزلت في أبي سفيان بن حرب كان عدوا مؤذيا للنبي صلى الله عليه وسلم فصار له وليا بالمصاهرة ثم أسلم فأصبح حميما بالقرابة.