تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَلَا تَسۡتَوِي ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ} (34)

{ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة } الحسنة في هذا الموضع العفو والصفح ، والسيئة ما يكون بين الناس من الشتم والبغضاء . قال محمد : المعنى : ولا تستوي الحسنة والسيئة و( لا ) زائدة .

{ ادفع بالتي هي أحسن } يقول : ادفع بالعفو والصفح القول القبيح والأذى ، كان ذلك فيما بينهم وبين المشركين قبل أن يؤمروا بقتالهم . يحيى : عن فطر ؛ عن أبي إسحاق الهمداني ، عن أبي الأحوص ، عن أبيه قال : ( قلت : يا رسول الله ، إن لي جارا وإنه يسيء مجاورتي ؛ أفأفعل به كما يفعل بي ؟ قال : " لا ، إن اليد العليا خير من اليد السفلى " {[1202]} .

{ فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم( 34 ) } أي : قريب قرابته .


[1202]:رواه أحمد في المسند (3/473) والترمذي (2006) والطيالسي (1304) وابن أبي عاصم في الآحاد(1462) والطبراني في الكبير(19/76) (606، 608، 610، 613، 618، 621)،وأبو نعيم في معرفة الصحابة(6001)، (5/2459) والحاكم في المستدرك (4/181)، والبيهقي في الكبرى(10/10)، وفي شعب الإيمان (8075)، عن أبي الأحوص عن أبيه به فذكره. وقال أبو عيسى: حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.