ثم بيّن سبحانه الفرق بين محاسن الأعمال ، ومساويها ، فقال : { وَلاَ تَسْتَوِى الحسنة وَلاَ السيئة } أي لا تستوي الحسنة التي يرضى الله بها ، ويثيب عليها ، ولا السيئة التي يكرهها الله ، ويعاقب عليها ، ولا وجه لتخصيص الحسنة بنوع من أنواع الطاعات ، وتخصيص السيئة بنوع من أنواع المعاصي ، فإن اللفظ أوسع من ذلك . وقيل : الحسنة التوحيد ، والسيئة الشرك . وقيل : الحسنة المداراة ، والسيئة الغلظة . وقيل : الحسنة العفو ، والسيئة الانتصار . وقيل : الحسنة العلم ، والسيئة الفحش . قال الفراء : { لا } في قوله { ولا السيئة } زائدة { ادفع بالتي هِي أَحْسَنُ } أي ادفع السيئة إذا جاءتك من المسيء بأحسن ما يمكن دفعها به من الحسنات ، ومنه مقابلة الإساءة بالإحسان ، والذنب بالعفو ، والغضب بالصبر ، والإغضاء عن الهفوات ، والاحتمال للمكروهات . وقال مجاهد وعطاء : بالتي هي أحسن يعني : بالسلام إذا لقي من يعاديه . وقيل : بالمصافحة عند التلاقي { فَإِذَا الذي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ } هذه هي الفائدة الحاصلة من الدفع بالتي هي أحسن ، والمعنى : أنك إذا فعلت ذلك الدفع صار العدوّ كالصديق ، والبعيد عنك كالقريب منك . وقال مقاتل : نزلت في أبي سفيان بن حرب كان معادياً للنبي صلى الله عليه وسلم ، فصار له ولياً بالمصاهرة التي وقعت بينه وبينه ، ثم أسلم ، فصار ولياً في الإسلام حميماً بالصهارة . وقيل غير ذلك ، والأولى حمل الآية على العموم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.