الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَكَيۡفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ ٱلتَّوۡرَىٰةُ فِيهَا حُكۡمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوۡنَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۚ وَمَآ أُوْلَـٰٓئِكَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (43)

قوله تعالى : { وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ } : كقوله : { كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى } [ البقرة : 260 ] وقد تقدَّم قولُه : { وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ } الواوُ للحالِ ، و " التوراة " يجوز أن يكونَ متبدأً والظرفُ خبرُه ، ويجوز أَنْ يكونَ الظرفُ حالاً و " التوراة " فاعلٌ به لاعتمادِه على ذي الحال ، والجملةُ الاسميةُ أو الفعلية في محل نصب على الحال . وقوله : { فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ } " فيها " خبرٌ مقدم و " حكم " مبتداٌ أو فاعلٌ كما تقدَّم في " التوراة " والجملةُ حال من " التوراة " أو الجار وحده ، و " حكم " مصدرٌ مضافٌ لفاعله . وأجاز الزمخشري ألاَّ يكونَ لها محلٌّ من الإِعراب ، بل هي مبيِّنة لأنَّ عندهم ما يُغْنيهم عن التحكيمِ ، كما تقولُ : " عندكَ زيدٌ ينصحك ويُشير عليك بالصواب فما تصنعُ بغيرِه ؟ " وقوله : { ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ } معطوفٌ على " يحكِّمونك " فهو في سياقِ التعجبِ المفهومِ من " كيف " .