فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَكَيۡفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ ٱلتَّوۡرَىٰةُ فِيهَا حُكۡمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوۡنَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۚ وَمَآ أُوْلَـٰٓئِكَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (43)

{ يتولون } يعرضون وينصرفون .

{ وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين } عجب الله تعالى من سوء صنيع اليهود ، وحذرهم عاقبة أمرهم ؛ وفعلهم مذموم من وجوه ، فهم بدلوا حكم الله الذي نزله في التوراة ، ثم جاءوا يحتكمون إلى من كتموا بشرى نبوته ، وعمدوا إلى تكذيبه حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ، ثم أعرضوا عن قضائه بينهم بعدما تقاضوا عنده ؛ ومن فعل ذلك فليس من الإيمان ولا من أهل الإيمان في شيء .