ثم قال( {[16178]} ) : ( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ) الآية [ 45 ] .
وهو الرجم على المحصن إذا زنى . ( و )( {[16179]} ) قوله : ( ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ ) هو ما غيَّروا من حكم الرجم المنصوص في التوراة ، وجَعلُهم عوضه التحميمَ( {[16180]} ) والضربَ بحبل لِيف مفتول( {[16181]} ) أربعين ضربة استحرافاً( {[16182]} ) منهم [ لحكم ]( {[16183]} ) لم يؤمروا به ، والحاكم مخير إذا تحاكم إليه أهل الكتاب بهذه الآية ، إن شاء حكم بالحق على مذهبه ، وإن شاء لم يحكم ، وهو( {[16184]} ) مذهب الشعبي والنخعي وعطاء وعمرو( {[16185]} ) بن شعيب( {[16186]} ) ، وهو قول مالك ، فهي محكمة على قول هؤلاء( {[16187]} ) .
وقيل : إن الآية منسوخة بقوله ( وَأَنُ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعَ اَهْوَاءَهُمْ ) الآية( {[16188]} ) ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة –واليهود بها كثير- كان الأدعى لهم والأصلح( {[16189]} ) أن يردوا إلى أحكامهم ، فقال ( أَوَاعْرِضْ عَنْهُمْ ) فأباح له ترك الحكم بينهم ، فلما قوي الإسلام أنزل [ الله ]( {[16190]} ) ( وَأَنُ احْكُمْ بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ) الآية [ 49 ] .
قال( {[16191]} ) ابن عباس : نسخت من سورة المائدة آيتان : القلائد وقوله : ( فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمُ أَوَاَعْرِضْ عَنْهُمْ )( {[16192]} ) ، وهو( {[16193]} ) قول عكرمة ، والزهري ، وعمر بن عبد العزيز( {[16194]} ) ، وهو المشهور عن الشافعي ، وهو قول الكوفيين( {[16195]} ) .
وكل العلماء أجاز للإمام أن ينظر بينهم إذا تحاكموا إليه ، وإنما اختلفوا في الإعراض عنهم( {[16196]} ) .
وقوله : ( وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَّضُرُّوكَ شَيْئاً ) أي : إن أعرضت عنهم –فلم تحكم بينهم- فإنهم لا يضرونك( {[16197]} ) . ( وَإِن حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالقِسْطِ ) أي : إن اخترت أن تحكم بينهم ، فاحكم بالعدل( {[16198]} ) ، إن الله يحب العادلين في حكمه( {[16199]} ) .
قوله( {[16200]} ) : ( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ ) الآية( {[16201]} ) .
المعنى : وكيف يحكمك هؤلاء اليهود ويرضون بحكمك ( وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا [ حُكْمُ اللَّهِ ]( {[16202]} ) ) أن( {[16203]} ) على الزاني المحصن الرجم ، والنفس بالنفس ، ( ثُمَّ يَتَولَّوْنَ ) عن حكمها ، أي : يتركون حكم التوراة جرأة( {[16204]} ) على الله ، وهذا تقريع لليهود ، لأنهم تركوا حكم ما في أيديهم من كتابهم( {[16205]} ) ، ورجعوا إلى حكم النبي عليه السلام وهم يجحدون نبوته ، ثم قال ( وَمَا أُوْلاَئِكَ بِالمُومِنِينَ ) أي : ( ما )( {[16206]} ) من فعل هذا بمؤمن( {[16207]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.