فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَكَيۡفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ ٱلتَّوۡرَىٰةُ فِيهَا حُكۡمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوۡنَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۚ وَمَآ أُوْلَـٰٓئِكَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (43)

{ وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله } فيه تعجيب للنبي صلى الله عليه وسلم من تحكيمهم إياه مع كونهم لا يؤمنون به ولا بما جاء به مع أن ما يحكمونه به موجود عندهم في التوراة كالرجم ونحوه ، وإنما يأتون إليه صلى الله عليه وسلم ويحكمونه طمعا منهم في أن يوافق تحريفهم وما صنعوه بالتوراة من التغيير .

{ ثم يتولون من بعد ذلك } أي من بعد تحكيمهم لك وحكمك الموافق لما في كتابهم { وما أولئك بمؤمنين } بك أو بكتابهم كما يدعون ويزعمون لإعراضهم عنه أولا ، وعما يوافقه ثانيا ، وهذه الجملة مقررة لمضمون ما قبلها .