تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَكَيۡفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ ٱلتَّوۡرَىٰةُ فِيهَا حُكۡمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوۡنَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۚ وَمَآ أُوْلَـٰٓئِكَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (43)

وقوله تعالى : { وكيف يحكموك وعندهم التوراة فيها حكم الله } يعجب نبيه صلى الله عليه وسلم [ من ] شدة سفههم وتعنتهم بتركهم الحكم بما كذبوا لأنهم صدقوا التوراة وما فيها من الحكم ، وكذبوا ما أنزل على محمد ، [ عليه أفضل /130-ب/ الصلوات ] . يقول ، والله أعلم : إنهم إذا لم يعملوا بالذي صدقوا كيف يعملون بالذي كذبوا ؟ وذلك تعجيب منه إياه [ من ] شدة السفه والتعنت .

وقوله تعالى : { فيها حكم الله } أي حكم الله الذي تنازعوا فيه ، وتشاجروا رجما كان أو قصاصا أو ما كان ، والله أعلم .

[ وقوله تعالى : { ثم يتولون من بعد ذلك } يحتمل وجهين :

يحتمل : { يتولون من بعد } ما تحكم بينهم عما حكمت .

ويحتمل : { يتولون من بعد } ما عرفوا من الحكم عليهم بما في التوراة ] .