فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَكَيۡفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ ٱلتَّوۡرَىٰةُ فِيهَا حُكۡمُ ٱللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوۡنَ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۚ وَمَآ أُوْلَـٰٓئِكَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (43)

قوله : { وَكَيْفَ يُحَكّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التوراة فِيهَا حُكْمُ الله } فيه تعجيب له صلى الله عليه وسلم من تحكيمهم إياه ، مع كونهم لا يؤمنون به ولا بما جاء به ، مع أن ما يحكمونه فيه هو موجود عندهم في التوراة كالرجم ، ونحوه ، وإنما يأتون إليه صلى الله عليه وسلم ويحكمونه طمعاً منهم في أن يوافق تحريفهم ، وما صنعوه بالتوراة من التغيير . قوله : { ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ } عطف على يحكمونك { مِن بَعْدِ ذلك } أي من بعد تحكيمهم لك . وجملة قوله : { وَمَا أُوْلَئِكَ بالمؤمنين } لتقرير مضمون ما قبلها .

/خ44