الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلۡحُوتِ إِذۡ نَادَىٰ وَهُوَ مَكۡظُومٞ} (48)

قوله : { إِذْ نَادَى } " إذا " منصوبٌ بمضافٍ محذوفٍ ، أي : ولا تكُنْ حالُك كحالِه ، أو قصتُك كقصتِه ، في وقتِ ندائِه . ويَدُلُّ على المحذوفِ أنَّ الذواتِ لا يَنْصَبُّ عليها النهيُ ، إنما ينصَبُّ على أحوالِها وصفاتِها .

قوله : { وَهُوَ مَكْظُومٌ } جملةٌ حاليةٌ من الضمير في " نادى " والمَكْظومُ : المُمْتَلِىءُ حُزْناً وغَيْظاً . قال ذو الرمة :

وأنتَ مِنْ حُبِّ مَيٍّ مُضْمِرٌ حُزْناً *** عاني الفؤادِ قريحُ القلبِ مكظومُ

وتقدَّمت مادتُه في آل عمران .