فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلۡحُوتِ إِذۡ نَادَىٰ وَهُوَ مَكۡظُومٞ} (48)

{ فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم ( 48 ) }

وهو إمهالهم ، وتأخير نصرتك عليهم ؛ وفيه تسلية للنبي وتوكيد لنفاذ قضاء الله تعالى فيهم ، كما جاء في قوله جل ثناؤه : { فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون . أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون }{[7505]} .

{ ولا تكن كصاحب الحوت } لا تكن كيونس عليه السلام فتستعجل قضاءنا قبل مجيء أوانه ، إذ عجل يونس فضاق بتكذيب قومه له فتركهم ومضى غاضبا يريد فراقهم ، وحين ركب السفينة توقفت فاقترعوا ليظهر أيهم هرب من سيده فخرجت القرعة على يونس عليه السلام فألقوه في الماء فابتلعه حوت فنادى ربه { . . أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين }{[7506]} .

و{ مكظوم } أي : مملوء غما .


[7505]:- سورة الزخرف. الآيتان 41، 42.
[7506]:- سورة الأنبياء. من الآية 87 والآية 88.