البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ قَبِيلًا} (92)

الكسف القطع واحدها كسفة ، تقول العرب : كسفت الثوب ونحوه قطعته ، وما زعم الزجاج من أن كسف بمعنى غطى ليس بمعروف في دواوين اللغة .

وقرأ الجمهور : { تسقط } بتاء الخطاب مضارع أسقط السماء نصباً ، ومجاهد بياء الغيبة مضارع سقط السماء رفعاً ، وابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي { كسْفاً } بسكون السين وباقي السبعة بفتحها .

وقولهم { كما زعمت } إشارة إلى قوله تعالى { إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفاً من السماء } وقيل : { كما زعمت } إن ربك إن شاء فعل .

وقيل : هو ما في هذه السورة من قوله { أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصباً } قال أبو عليّ { قبيلاً } معاينة كقوله { لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا } وقال غيره : { قبيلاً } كفيلاً من تقبله بكذا إذا كفله ، والقبيل والزعيم والكفيل بمعنى واحد .

وقال الزمخشري : { قبيلاً } كفيلاً بما تقول شاهداً لصحته ، والمعنى أو تأتي بالله { قبيلاً } والملائكة { قبيلاً } كقوله :

كنت منه ووالدي بريا . . . ***

وكقول الآخر :

وإني وقيار بها لغريب

أي مقابلاً كالعشير بمعنى المعاشر ونحوه { لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا } أو جماعة حالاً من الملائكة .

وقرأ الأعرج قبلاً من المقابلة .