إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ قَبِيلًا} (92)

{ أَوْ تُسْقِطَ السماء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا } جمع كِسْفة كقطعة وقِطَع لفظاً ومعنى ، وقرئ بالسكون كسِدْرة وسِدْر وهي حالٌ من السماء والكاف في كما في محل النصبِ على أنه صفةُ مصدرٍ محذوف أي إسقاطاً مماثلاً لما زعمتَ يعنُون بذلك قولَه تعالى : { أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مّنَ السماء } .

{ أَوْ تَأْتِي بالله والملائكة قَبِيلاً } أي مقابلاً كالعشير والمعاشِر أو كفيلاً يشهد بصِحة ما تدعيه ، وهو حالٌ من الجلالة وحالُ الملائكةِ محذوفةٌ لدِلالتها عليها أي والملائكةِ قُبَلاء كما حذف الخبرُ في قوله :[ الطويل ]

[ فمن يك أمسى بالمدينة رحله ] *** فإني وقيّارٌ بها لغريب{[510]}

أو جماعةً فيكون حالاً من الملائكة .


[510]:البيت لضابئ بن الحارث البرجمي في الأصمعيات ص 184؛ والإنصاف ص 94؛ وتخليص الشواهد ص 385؛ وخزانة الأدب 9/326؛ والدرر 6/182؛ وشرح أبيات سيبويه 1/369؛ وشرح التصريح 1/228؛ وشرح شواهد المغني ص 867؛ وشرح المفصل 8/86؛ والشعر والشعراء ص 358؛ والكتاب 1/75؛ ولسان العرب (قير)؛ ومعاهد التنصيص 1/186؛ والمقاصد النحوية 2/318؛ ونوادر أبي زيد ص 20.