غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ قَبِيلًا} (92)

وقوله :{ كما زعمت } إشارة إلى قوله سبحانه : { إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفاً من السماء } [ سبأ :9 ] أو إشارة إلى ما مرّ في السورة من قوله : { أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصباً } [ الإسراء : 68 ] أي أجعل السماء قطعاً متفرقة كالحاصب واسقطها علينا . وقال عكرمة : كما زعمت يا محمد أنك نبي فاسقط السماء علينا . وقيل : كما زعمت أن ربك إن شاء فعل . قال في الكشاف : الكسف بسكون السين وفتحها جمع " كسفة " بالسكون كسدرة وسدر وسدر . وقال أبو علي : الكسف بالسكون الشيء المقطوع كالطحن للمطحون . واشتقاقه - على ما قال أبو زيد - من كسفت الثوب كسفا إذا قطعته . وقال الزجاج : من كسفت الشيء إذا غطيته كأنه قيل : أو تسقطها طبقاً علينا ، وهو نصب على الحال في القراءتين . ومعنى { قبيلاً } كفيلاً بما تدعي من صحة النبوة والمراد أو تأتي بالله قبيلاً وبالملائكة قبيلاً فاختصر ، أو المراد المقابل كالعشير بمعنى المعاشر . وفيه دليل على غاية جهلهم حيث لم يعلموا أنه تعالى لا يجوز عليه المعاينة نظير قولهم : { لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا } [ الفرقان :21 ] وقال ابن عباس : أراد فوجاً بعد فوج . وقال الليث : كل جند من الجن والإنس قبيل وقد مر في تفسير قوله : { إنه يراكم هو وقبيله }

[ الأعراف : 27 ] .

/خ111